يرسم كل شاب في ليلة زفافه صورة معينة لهذه الليلة الموعودة
فهو يريد أن تكون ليلة أشبه بما يراه ويشاهده في الأفلام والمواقع
التي يداوم على مشاهدتها قبل الزواج
ليطبق كل ما يراه دون حذف أي مشهد من المشاهد .
فالشاب عندما يحاول تطبيق ما يراه من هذه الأفلام والمواقع
دون أن يصل إلى هدفه ينتابه الشك بأنه عاجز وضعيف جنسياً
ومن هنا يلجأ إلى المنشطات الجنسية التي تزيد من قلقه
وتقلب حياته الزوجية إلى حياة تعيسة
محصورة بين أحلام الأفلام الإباحية وأوهام المنشطات الجنسية .
فهذه المشكلات تدمر العلاقات الزوجية
وتساهم بشكل كبير في فتور العلاقة بين الزوجين
وغالباً ما يؤدي ذلك إلي الانفصال
فالمشاكل التي تبدأ في غرفة النوم
تنتقل عادة إلي باقي المنزل ونواحي الحياة الزوجية الأخرى
وتنتقل هذه المشاكل أيضاً إلي مكان العمل
والضغط الناتج عن هذا الأمر لا يؤثر علي الأزواج فقط بل أيضاً علي زوجاتهن
وهو ما يولد مناخاً من التعاسة في المنزل والحياة بأكملها.
وبالفعل لا توجد إحصائيات تحدد نسبة الشباب المصاب " بالعجز الجنسي" ،
ولكن الملاحظ أثناء الندوات والمؤتمرات واللقاءات مع الشباب
يأتي سؤال عن المنشطات الجنسية
فالشباب في العشرينات من العمر والمفروض أن يكون أداؤهم "100%"
فلماذا يبحث عن وسيلة لتعزز أداءهم
فالقلق النفسي وعدم الثقة بالنفس
وسلبيات ما يشاهده الشاب علي النت
تجعله يتأثر بما يراه ويأخذ فكرة خاطئة ليس لها علاقة بالحقيقة عن " الثقافة الجنسية " .
وهذه الفكرة الخاطئة تأتي بجانب العبء النفسي الواقع علي الشاب في " ليلة الدخلة "
فالموروثات الثقافية تلعب هنا دوراً رئيسياً في محاولة إثبات الذات من أول يوم زواج
لأن مفهوم الرجولة منذ القدم ارتبط " بالفحولة الجنسية "
ولهذا فإن " العجز الجنسي" يشكل هاجساً لدي الرجال
وينعكس بشكل سلبي علي حياتهم العائلية والعملية .
المواقع تدمر علاقتك الجنسية
ولأن معظم الشباب يأخذون الخلاعة والإباحية الموجودة في الأفلام وعلى الانترنت
منهجاً لهم في العلاقة الطبيعية ، تري ما هي تأثير هذه السلبيات على العلاقات الواقعية ؟
يذكر الخبراء أن الأفلام والمواقع على الانترنت
بدأت تهدد الجنس والعلاقات وتحولها إلى الأسوأ ،
موضحين أن الشباب الذين يشاهدون هذه الأشياء كثيراً
قد يطوّرون توقّعات غير واقعية لشكل وسلوك النساء ،
مما يجعل من الصعوبة العيش ضمن إطار العلاقات الواقعية والرضا عن العلاقة الجنسية.
وبسبب كمية العرض المفرطة
وسهولة الوصول إلى المواقع الإباحية
ساهمت في استهلاك الخلاعة بشكل كبير،
لجلب مشاهدين ومستهلكين جدّد ،
كما ساهمت قنوات الجنس على الانترنت
في ظهور مرض جديد سمي بالإدمان على الجنس الخيالي .
هناك 15% من مرتادي المواقع الإباحية على الإنترنت
يطوّرون سلوكاً جنسياً يعرقل حياتهم، ويسبب لهم مشاكل جنسية .
وكلما زادت فترة مشاهدة الرجال للمواقع الإباحية ،
كلما تدهورت نظرتهم للمرأة على أنها كائن موجود لتلبية الرغبات الجنسية فقط ،
وأصبحوا يعرفون النساء على أساس أجسامهن
من حجم صدورهن وسيقانهن وأردافهن فقط ،
كما تؤدي أيضاً إلى الاعتماد على الصورة البصرية
للإثارة ويصبح الرجال مثل الحاسبات ،
غير قادرين على الوصول إلى التحفيز الجنسي من قبل البشر
ومن هنا تبدأ المشكلات التي تساهم في حدوث حالات الانفصال .
انعدام الثقافة الجنسية طريقك للعجز
وحول أسباب لجوء الشباب إلى هذه الموجة العاصفة
التي تدمر حياتهم كلها يؤكد الخبراء أن الأسباب تختلف
وإن كان أهمها ضعف الوازع الديني لدي الشاب
الذي يضع هذه السلبيات نصب عينيه ليحقق علاقة مثلها دون أن يدرك خطورة ذلك .
والفضول وقلة الثقافة الجنسية أو انعدامها
وهذا يدفع بصاحبها إلى البحث عن هذه المعرفة بطرق قد تكون خاطئة
وقد تصل إلى هذه المواقع ،
والانبهار بهذه التقنية وعدم الوعي بسلبياتها واتخاذها وسيلة له في هذه العلاقة
وهذا يجر إلى مالا تحمد عقباه ،
وأهم هذه الأسباب رفاق السوء الذين يبعثون بالإيميلات الفاضحة
أو الصور المخلة أو مقاطع الفيديو الإباحية التي تؤثر عليه .
إن الجيل الحالي من الشباب هو في الحقيقة جيل ظلمته الظروف دون إرادة منهم
ومن الصعب مقارنتهم بالأجيال السابقة ،
فشباب اليوم يواجهون ضغوطات متعددة
منها اختلاف أسلوب الحياة سواء في صعوبة فرص العمل
أو نوعية الطعام الذي أفتقد الكثير من فوائده
بالإضافة إلي معالجاته الكيميائية التي غالباً ما تؤثر في الصحة البدنية.
وأيضاً تعدد منافذ الرياح السامة التي تحاصرهم من كل اتجاه
فيتساقطون تحت سطوة الإدمان الذي ينهش قواهم الجسدية
وتدني المفاهيم الأخلاقية
مما يشتت أذهانهم ويضعف أيمانهم ويصبح مبدأ التجاوزات هو القاعدة لا الاستثناء ،
ناهيك عن الافتقاد للقدوة
كل هذه العوامل تؤدي بطبيعة الحال إلي اختلال العلاقة الزوجية بين الشباب
الذي في مقتبل العمر وتصبح الرابطة بينهم تحكمها فقط المصالح
بعيداً عن المشاعر الإنسانية من تعاطف ومودة وحب
وبالتالي يتحول الأمر إلي "عجز جنسي" لا إرادي
يؤدي في النهاية إلي العديد من المشاكل الزوجية.
الثقافة الصحيحة تغنيك عن المحرمات
ولأن هذه الليلة هي محور اهتمام الكثير من المقبلين علي الزواج ،
وتشغل حيزاً كبيراً من فكرهم
يجب أن ينسي كل المقبلين علي الزواج أفكارهم وخبراتهم التي حصلوا عليها
من مصادر غير مؤهلة كالأفلام الإباحية وغيرها ،
ويجب ان يعلموا أولاً أنه لا يوجد أي ارتباط أو علاقة
بين ما تشاهده في الأفلام والحياة الطبيعية
فالعلاقة الزوجية أسمي مما تشاهده
فهي علاقة مقدسة مبنية على الحب والاحترام والمودة
فلا داعي لأن تلجأ لمثل هذه الأساليب
وتذكر أن هذه الأمور تتنافي مع ديننا الإسلامي
فيكفي أنها تلال من السيئات للزوج لأنه نظر إلى ما حرم الله
لأن ما يحدث في هذه الأفلام ما هو إلا زنا
يقول الله تعالي في سورة المؤمنون (
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ
فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ).
ويوضح استشاري أمراض الذكورة ـ أنه من الغريب أن يكون العالم العربي والإسلامي
في حالة ضعف شديد في الوعي بالعلاقة الجنسية ،
خاصة أن الثقافة الجنسية التي نتحدث عنها مختلفة تماماً عن الثقافة الغريزية الخاطئة والهدامة
والتي يتلقاها الشباب من بعض القنوات الفضائية الإباحية في الانترنت وغيرها
ومن جلسات السمر الخاصة بهم ،
لذا يجب أن يكون هناك وعي عن طريق تثقيف الآباء ثقافة جنسية
فيما هو مطلوب أن يعلموه لأبنائهم وما يجب أن يتم تعليمه في كل مرحلة عمرية
حسب اختلافها وعدم الترهيب الشديد للأطفال من هذا الموضوع الذي يؤدي أحياناً إلى مشكلات واضطرابات جنسية في المستقبل ،
ومن هذا المنطلق أرى أن هناك واجباً على الأطباء في نشر أساليب التوعية
للمراحل السنية المختلفة دون خدش الحياء والدين .
وبالنسبة للعلاج أو أخذ المنشطات فلا داعي
لأن يلجأ أي شاب مقبل علي الزواج لهذه الأساليب
لأن هناك علاج متوفر لكل حالات الاضطرابات الجنسية ،
ولكن عن طريق الأطباء المتخصصين .
ولا ننسي أهمية الكشف الطبي قبل الزواج
وهو أن يجلس الطبيب مع الزوج والزوجة
ليشرح لهم بعض الأمور الهامة المتعلقة بالثقافة الجنسية
قبل أن تبدأ حياتهم الزوجية
لتلافي عنة ليلة الزواج ومشكلات الاضطرابات الجنسية بعد الزواج